السبت، 21 أغسطس 2010

جرب تأنيب الضمير، مع دوستويفسكي.


لا أزال أحمل علامة استفهام كبيرة عن سر قدرة الروائي العالمي فيودور دوستويفسكي على الغوص في أعماق النفس البشرية، غوص الخبير الماهر، فقد قرأت مقالات عنه قبل أن أبدأ بالقراءة له. ووجدت جل كاتبيها يحملون نفس علامة الاستفهام. فهاهو الكاتب صالح الطريقي في عموده اليومي في صحيفة عكاظ يتعجب من قدرة دوستويفسكي على الحفر في دواخل الإنسان لدرجة تجعل قارئه لا يعرف أي الروايات هي التي تستحق القراءة أكثر من غيرها، فكل رواية تتناول جانبًا مضيئًا أو مظلمًا في الإنسان، واستشهد الطريقي على ذلك بمقطع من إحدى رواياته، وقد نسي اسمها. يقول المقطع:((هل تذكر حين كنا أطفالا وطلابا في المدرسة، كنا نشعر بمتعة حين يضرب المعلم صديقنا، مع أننا نحب ذلك الصديق، ومع هذا كنا نتمتع لألمه)).

تلك المقالة بالذات شجعتني على القراءة لهذا الإنسان الخبير، فقررت البدء بروايته الشهيرة (الجريمة والعقاب)، كانت تتكلم عن قصة مجرم شاب منذ بداية تفكيره بالجريمة مرورا بتفيذها وانتهاءً بتبعاتها النفسية والاجتماعية. إن هذا الكاتب لم يكتفي بالشرح الدقيق للجريمة والذي يعطيك الإحساس بأنك حضرتها مع المجرم لحظة بلحظة، ولكنه تعدى إلى أن يجعلك تشعر أنك أنت المجرم! أتصدقون ذلك أعزائي.
تتسائلون كيف؟
الإجابة هي:
لقد قام بوصف الشعور الإنساني المعروف ((تأنيب الضمير))، ومع تقدمك في القراءة يبدأ هذا الشعور بالتسرب إليك، حتى تتوحد مع المجرم وكأنك هو. لن أطيل أكثر من ذلك لكي لا أحرق تلك الرواية الفذة، التي أنصحكم وبقوة بشراءها فستجدون فيها الكثير من الخبايا والزوايا، غير الزاوية التي وصفتها لكم.

استدراك:
فرويد ذلك العالم النفسي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، قد استقى الكثير من نظرياته النفسية من روايات دوسوتيفسكي، ذلك الكائن النحيل المصاب بنوبة الصرع والتي جعلها ملازمة لإحدى شخصياته في شهيرته الأخوة كارامازوف.
أليس عجيبًا أمر ذلك الشخص الغواص في بحر النفوس المتلاطم المظلم.

هناك تعليقان (2):

  1. بدر البدور

    سمعت كثيراً بهذهِ الروايه وللأسف لم تتح لي الفرصه لأقتناءها لحد الآن

    زدتيني شَوقاً لأقتناءها

    سلمت أناملكـ ,, أستمتعت بالتجول في ثنايا مدونتك الجميله

    أطيب المنى

    ردحذف
  2. اهلا بك عزيزتي هديل الحمام..
    تشرفت بزيارتك لمدونتي بعد استيقاظها
    من قيلولتها..
    وسررت بتعليقك الجميل..
    اقتنيها بأسرع وقت ولن تندمي.

    ردحذف

أترك تعليقك