الأربعاء، 7 يناير 2009

خرافة السر




كنت وبصراحة من الذين انبهروا بكتاب يسمى السر the secret لمؤلفته روندا بايرن فقد استمعت إلى آراء الناس عن قدرته العجيبة في جذب الأشياء الجميلة إلى حياتهم بمجرد التفكير فيها.فهرعت إلى إحدى المكتبات واشتريت ذلك الكتاب، ولا أخفيكم بأني كنت فرحة به شديدة الحرص عليه،وكنت عندما كنت أمسك به يخالني الناظر أمسك كنزا أو سرا خطيرا أخفيه عنه.


انتهيت من قراءته وكنت أحاول قدر الإمكان تطبيق ماذكر بين طياته،فحرصت كل الحرص بألا تتسرب الأفكار السيئة وتدخل عقلي المصون وحاولت قدر الإمكان أن أحمل شعوراً طيبا-كما ذكر في الكتاب-حتى يتحقق ما أتمناه في حياتي.
ومن طرائف ماحصل أثناء مغامرتي في رحلة قراءة الكتاب؛أنني يوماً وعندما كنت أقرأ عن كيفية اجتلاب الثروة وقع نظري على مقطع يقول بأنك تستطيع اجتلاب الملايين إلى رصيدك بمجرد كتابتك لشيك تضع فيه ماتريد من رقم وتعلقه في مكان بارز وتملأ ناظريك برؤيته كل يوم.
فقامت أختي المصون وكتبت الشيك وعلقته وصارت تنظر له كل يوم .وانتقلت العدوى لأختكم ،فصرت أنظر إليه أنا أيضاً((وما حصلنا شي)).
وبعد انتهائي من الكتاب قررت الاحتفاظ به في مكتبتي وإعادة قراءته بين الفينة والأخرى.
ووصل خبر شرائي للكتاب إلى بيت جيراننا فاتصلت ابنتهم تتوسل إلي أن أعيرها،فأعرتها بعد أن أمليت عليها تحذيراتي بالمحافظة عليه وعدم الأكل والشرب أثناء قراءته.
بعد أسبوع قابلت ابنة جيراننا وقالت لي:سامحك الله، لقد تسببت بحربٍ في منزلنا.
وضعت يدي المرتجفة على قلبي وقلت بخوف:مالذي حصل؟
فقالت:لقد تقاتلنا أنا وأخواتي (أيَُنا يقرأ الكتاب أولاً).هرب خوفي من الشباك بعد تلك العباره وقلت لها:هداك الله.لقد افزعتِني.
وبعد ساعة من تجاذب أطراف الحديث ذهبت بنت الجيران على أمل أن نلتقي في بيتهم،لأن زوجة أخيها ستزورهم وتأخذ الكتاب منهم.
وافقت على مضض بعد أن أمليتها قواعدي.وجاء موعد الزيارة وطلبت مني زوجة الأخ (أم هيام)الكتاب لتخلصه لأنها لاتريد شرائه.
فسألتها: لماذا ؟
فقالت :كانت فكرتي عن الكتاب مثل كل الناس،كنت منبهرة به وأود اقتنائه،وفي يوم من الأيام بحثت عن طريقgoogleعنه فشدني عنوان اسمه خرافة السر فقرأته فوجدت العجب العجاب،فقد أصدر كاتب يدعى عبد الله العجيري كتابا ينتقد الكتاب(اللي فرحانة فيه)أسماه خرافة السر-دراسة تحليلية لكتاب السر وقانون الجذب، وبعد أن غادرت من عند بيت جيراننا قررت أن أحمل ذلك الكتاب وأقرأه،فحملته وقرأته وياليتني قرأته قبل أن أشتري ذاك الكتاب الذي أكتشفت أنه في الترجمة العربية مؤسلم. وأنه بالنسخة الإنجليزية لم يذكر فيه اسم الله وتم فيه إحاطة الإنسان بهالة من التقديس والتعظيم .أوصلته والعياذ بالله إلى مرتبة الخالق،فندمت أشد الندم وهاهو الكتاب قابع في مكتبتي يزرح تحت وطأة طبقات الغبار جزاءً له وردعاً لأمثاله.
سؤالي هنا : أين الأمانة العلمية في النقل،ولماذا هذا التحريف الخطير في النسخة العربية،الذي أوهم القراء بأن قانون الجذب ماهو إلا ترجمة للقضاء والقدر؟هل هذا كله من أجل المال.
إذن سحقاً له من مال.

هناك 4 تعليقات:

  1. تكثر مثل هذه الكتب الرديئة

    الجميلة ظاهريا , التي يدفعون به

    أعداء الإسلام إلينا

    ولا سيما في كتب علم النفس

    شكرا لك أخي الكريمة

    ردحذف
  2. شكرا لك أخ أسامة..
    وسرني أنك استفدت من موضوعي..
    ولا انسى هنا أن أشكرك على مدونتك الأكثر من رائعة والتي استفدت منها كثيرا..
    ويشرفني أن أضعها في قائمة مدوناتي المفضلة..

    ردحذف
  3. اعتقد انكى لم تخسر شئ فيكفى انك عرفت ماذا يفكر الكاتب و ما يريد ان يصل اليه

    ردحذف
  4. اهلا بك
    Islam atef
    انا لم اخسر شيئا سوى الوقت الذي قضيته على امل أن يكون الكتاب مطابقا للهدف الذي نشدنه منه، وكان بإمكاني الاكتفاء بقراءة كتاب خرافة السر أو نقد تم توجيهه للكتاب لكي أتعرف على الأفكار.. وأنا لاأعترض عليها لأن من كتبها كافر غير مؤمن فهو لا يستند إلى أي أفكار إسلامية، لكن عتبي كان على المترجم الذي خدعنا..

    شكرا لمرورك اللطيف

    ردحذف

أترك تعليقك