الأحد، 16 يناير 2011

كنت مخطئة..


(كنت مخطئة) جدا عندما توهمت بأن الحياة بعد التخرج من الجامعة ستكون وردية، سهلة، والوظيفة ستكون بانتظاري لندرة تخصصي. كان ذلك الوهم قد اعتراني منذ خروجي من حفلة التخرج الرائعة، التي فاجأتـني بها صديقاتي ورفيقات كفاحي الاتي تعرفت عليهن أول أيامي الجامعية...
(كنت مخطئة) عندما ظننت أني بتخرجي، وفكاكي من براثن الدراسة والدوام اليومي وضغوط التكاليف، سأرتاح كثيرًا، وسأمرح كثيرًا وسأنام كثيرًا..
كيف أرتاح؟ وهل يرتاح من تعود ولمدة ستة عشر عامًا على الدوام اليومي، وعلى الدراسة والواجبات، وفجأة ينقطع عنه كل ذلك .
كيف أمرح؟ وأنا أتذكر كل لحظة بأنني لم أحرز أي تقدم منذ تخرجي قبل ستة أشهر، سوى درجتي المنخفضة في اختبار التوفل الذي خضته قبل شهر.ولا فرصة لي في إكمال الدراسة إلا إذا أعدت ذلك الاختبار المقيت، والذي كنت فيه كخائضة في حرب، أو ماشية في صحراء لا نهاية لها.
كيف أنام؟ وأنا متأكدة من أن يومي التالي سيشبه يومي السابق، إلا إذا رحم ربي.




لا أحد أبدًا ينافسني في تفاؤلي، ولكن صدمتي بالواقع الممتقع العابس الذي صادفته بعد تخرجي أثرت فيّ كثيرًا.
كان حلم الصحافة يراودني، ولكن تعرفي الجيد على هذا المجال ومصافحتي له من خلال مادة التدريب أيام دراستي، جعلتني أخرجه من حساباتي، لأنه وببساطة لم يكن كما أتخيل. بل كان كغيره من الأشياء التي كنت أراها جميلة وبعد استيقاظي أقصد تخرجي وخروجي الحقيقي إلى معترك الحياة اكتشفت بطلان جمالها، وزيف بريقها، لأسباب كثيرة منها مارأيته من كذب وخداع وتعالي وتحطيم..إلخ


قلت لنفسي لماذا لا أصبح معيدة؟ ولكن هيهات فكيف لي أن أنفذ من سم الخياط إلى ذلك الكرسي الحلم، الذي يراود جميع المحبطين المتفائلين أمثالي، كيف لي أن أصل إلى وظيفة واحدة من بيت المئات بل الالاف من طلبات التوظيف، والتي يفوقني فيها الكثيرون خبرة وعلمًا ومهارة.
(ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك)
(طب نفسًا فلن يأخذ رزقك أحد)
(لو تجري جري الوحوش غير رزقك لن تحوش)
قرأت الكثير من العبارات المحفزة أمثال العبارات السابقة، وأنا مؤمنة بها أيمانًا لا يفوقه إلا إيماني بالله. لأن تلك العبارات مرادفة للركن الأخير من أركان الإيمان( القدر خيره وشره)


لكنني كتبت تلك الكلمات لأحذر الكثير من المقبلين على التخرج من مغبة الغرق في الأحلام الوردية، وبضرورة إعداد أنفسهم للحياة الحقيقية حياة ما بعد الدراسة، حيث يجب عليك الاعتماد التام على نفسك بعد ربك، وخوض غمار العمل المؤقت أثناء الإجازات الدراسية، للحصول على الخبرة والمران، هذا غير الدورات الأساسية وهي الحاسب واللغة الإنجليزية، ليصبح ملفكم منافسًا جيدًا لمئات الملفات الباحثة عن واحة الوظيفة في صحراء الحياة المتعبة. هذا وعلى الله رزقي ورزقكم.




ولا تكونوا مخطئين مثلي في ضمان الوظيفة، لأن الضمان من عند الله، ولا أحد يستطيع ذلك سواه.


مع تمنياتي لكم بعام حافل بالإنجازات، والأخبار المفرحة، التي تسجدون حيالها باكين شكرًا لله.


التوقيع:
حديثة التخرج

الساعة الواحدة إلا ربع صباحًا.
شتاء 2011





هناك 6 تعليقات:

  1. اتمنى ان يتحسن الحظ حتى انتهى من دراستى :D

    ردحذف
  2. الحياة لا تتوقف على الوظيفة حبـيبتي , فلم تخلق الروح لتثبت وجودها بالوظيفة , الحياة ملئية بأشياء نجهلها ولنأخذ هذه الفرصة لنتعلمها ..
    أنا لي 4 سنوات ولله الحمد لم أبكي يوماً على هذه المدة لأنني حفظت القرآن فيها , شربت من معين الدين الشرعي .. قرأت حتى تلفت حواف الكتب :) ولم أحزن يوماً على عدم الوظيفة لو تفكرنا أنها نعمة لَ رضينا بما قسمه الله لنا ..
    وللعلم أن تخصصي علوم حاسب آلي :)
    بالعامية " عيشي يومك ولاتفكري بالوظيفة والرزق بيجيبه الله ..
    نقطتان وقوس مفتوح لروحك
    أختك
    ودق

    ردحذف
  3. عزيزتي ودق..
    صدقت الوظيفة ليست كل شئ
    ولكنها تبقى حلما يداعبنا حتى الحصول عليها

    ردحذف
  4. مدونةممتازة ورائعة شكرا لك وبالتوفيق ...

    ردحذف

أترك تعليقك